مدونة غلا الروح - Blog

Register

أنت زائر : تستطيع الآن إنشاء موضوع والرد بدون تسجيل ..

 يتم تثبيت التدوينات المميزه والجاده للزوار

العودة   مدونة غلا الروح > مدونات غلا الروح العامه > قسم مدونات عامه خاصه > مدونة الراويه
مدونة الراويه مدونه فلسطينيه تهتم بالكثير في الشارع الفلسطيني ★
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09:20, AM 23-02-2024   #1
الصورة الرمزية أسامة العيسة

أسامة العيسة

فلسطيني حـر
المشاركات: 212

أسامة العيسة غير متواجد حالياً

افتراضي "المسكوبية".. مبنى الحجاج الروس الذي تحول إلى مسلخ للفلسطينيين/ د.سليمان صالح

مدونة غلا الروح







رويلنا الكاتب الفلسطيني أسامة العيسة في روايته "المسكوبية" قصة محطةمخيفة في رحلة الأسير الفلسطيني، تعد مركزًا للتعذيب النفسي والجسدي الذي تمارسهسلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد كل فلسطيني يبحث عن حريته فيفكر في المقاومة.

والمسكوبية،بناء أقامته السلطات الروسية في القدس عام 1857 ليكون مجمعًا للمصالح الروسية زمنالخلافة العثمانية، يتم فيه تقديم الخدمات للحجاج الروس، لكن الاحتلال البريطانيحوله إلى سجن، ورثته العصابات الصهيونية، لتحوله إلى مكان للتحقيق مع الأسرىالفلسطينيين قبل أن يتم الحكم عليهم، وتحويلهم إلى سجون أخرى، وما أكثرها فيفلسطين المحتلة، التي حولها جيش الاحتلال إلى سجن كبير.

لكنالمسكوبية لا يشبه مكانًا آخر، حيث أصبح رمزًا للموت الذي يتمنّاه الأسير للتخلصمن العذاب.

معركةالدماغ

والدماغهو بطل قصة الأسر، وهو محورها، وفي هذه الرواية نرى كيف يستخدمه الأسير؛ ليحفظإيمانه وأمله وصموده، ويحافظ على حياة بدنه المثخن بالجراح والآلام، وفي المقابليستهدف الجلاد الإسرائيلي هذا الدماغ؛ ليوقعه فريسة الخوف والوهن والاستسلام،ليحقق عبر الأساليب العقلية والنفسية ما لم يحققه التعذيب.

يقولأسير في الرواية: "الدماغ لا يكف عن التفكير في الزنازين. إنه يجعلك تتذكرأمورًا كنت نسيتها؛ فتفاجأ بأنك تذكرها، وأنها حدثت معك فعلًا. الدماغ يبقيك علىقيد الحياة في السجن؛ فدون هذا العضو العجيب في الجسم لا توجد حياة. كل أعضاءالجسم تتألم من آثار الجروح والرضوض، وهو وحده يسليك ويؤنس وحدتك؛ يخيفك ويشجعك؛يحضر لك وجوه عائلتك، والفتاة التي تحبها. يذكرك بوجوه الأصدقاء الذين ينتظرونك،ويفخرون بصمودك، وستكون لهم مثالًا، يقنعك بأنك قوي.. أقوى مما كنت تتصور عن نفسك؛وأنك مازلت تعيش رغم كل ما حدث معك. من يستطيع أن يبقى لو مرّ بتجربتك؟!".

ولكن،هل يمكن أن تتخيل أنك تسمع صراخ فتاة عربية تتعرض للتعذيب على أيدي الجنودالإسرائيليين، وأنت مكبل اليدين والقدمين، ولا تملك لها ولا لنفسك شيئًا؟ ماذايمكن أن يكون شعورك؟! هذا الأسير تعرض لتلك التجربة القاسية، ولعل السجانالإسرائيلي السادي اكتشف أن سماع صوت الفتاة يقهر الأسير ويدمر نفسيته، فبالغ فيتعذيب الفتاة.

يقولالأسير: "لم يكف صوت صراخها عن الوصول إليّ في ساعات الفجر، وأنا فيالزنزانة. كنت أضرب رأسي في الحائط الخشن. أي هوان هذا؟! لم أكن أتوقع أن أكونضعيفًا إلى هذا الحد أمام صوتها. كنت أُومن بضريبة المقاومة، وبأنَّ العار هوالاحتلال، وليس نُواح فتاة مقدسيّة في ظلمة فجر بارد قاسٍ، في حقبة احتلال ليس هوالأول للمدينة، وسيصير في يوم ما مجرد سطر في صفحات تاريخها. لكن الواقع لم يكنكذلك؛ فظل نُواح الفتاة الذي يشبه الاستغاثة يتردد في أذني في فترات عمرية لاحقةمعتبرًا أن حزنها المعتق أمانة في أعناقنا".

لميتوقف الأمر عند ذلك؛ حيث رأى الأسير كيف يتم استخدام الأطفال الفلسطينيين الأسرىفي تنظيف ممرات السجون. والاحتلال الإسرائيلي يعرف جيدًا تأثير ذلك على نفسيةالمقاوم، والشعور بإهانة الكرامة.

المثقفالفلسطيني في المسلخ

شهدسجن المسكوبية الذي يطلق عليه الأسرى الفلسطينيون: "المسلخ" تعذيب كثيرمن المثقفين الفلسطينيين، وعلماء الدين المسلمين، ورموز الحركة الوطنيةالفلسطينية. وفي أقبيته تم احتجاز أفواج من المثقفات الفلسطينيات اللواتي تعرضنلتعذيب شديد وانتهاكات جسدية.

وفيهذا السجن، لفظَ الشهيد قاسم أبو عكر (أبو خالد) الذي ارتبط اسمه بالمسكوبية آخرأنفاسه، بعد أن تعرض للكثير من أنواع التعذيب، وتم اعتقال زوجته للضغط عليهللإدلاء باعترافات ضد الفدائيين. وعندما أطلقوا سراحها علمت باستشهاد زوجها.

تستخدمالسلطات الإسرائيلية في هذا السجن "الشبح" لساعات طويلة، والشبح تقنيةتعذيب تعتمد على إجبار الأسير على اتخاذ وضعيات جسدية شاقة ومؤلمة لفترات طويلة منالزمن، كالوقوف دون حركة لساعات، أو الجلوس أو الانحناء في وضعيات مؤلمة يصعبتحملها لدقائق معدودة، وفي هذا السجن، يزيدون على ذلك تغطية وجه الأسير بكيس تفوحمنه رائحة البول، وإذا نزل الثلج في الشتاء، استخدمه الجلاد فرصة لمزيد منالتعذيب.

يقولالأسير: إن "الثلج في المسكوبية يتحول إلى جحيم؛ فلا شيء مثل البرد يمكن أنيؤثر في جسد الإنسان. إنه ينخره حتى يشتكي الألم من الألم؛ فيحبس السجين آهاته فيأعماق أعماقه؛ ثم يبدأ مفعول البرد من جديد في دائرة تصل ذروتها خلال ثوانٍ يشعرفيها الأسير أنه وصل قعر العالم، واستقال من هذه الدنيا".

ويضيف:"اقتنعت بأن ثلج المسكوبية الذي أراه: أسود؛ فلا يمكن أن يكون أبيضَ أبدًا،فالناس في بلادي يحبون البياض ويغنون له؛ فلا بد أن ثلج المسكوبية يختلف عن ثلجنا.ثلج المسكوبية أسود وثلجنا أبيض".

وحتىالموسيقى تستخدم هناك للتعذيب.. هل تتخيل ذلك؟! هناك سيمفونية لبتهوفن عنوانها:"ضربات القدر" يتم تشغيلها بصوت مرتفع جدًا عبر سماعات على أذنَيالمعتقل، ويرتبط ذلك بهزه بعنف، ليشعر الأسير أن قدره قد انتهى فعلًا. هذا الأسلوبوحده أدّى إلى استشهاد عدد من الأسرى في سجن المسكوبية.

ومنأساليب القهر والتعذيب النفسي، الحوارات الطويلة التي يتحدث فيها المحققون خلالالتحقيق عن قوة إسرائيل وتقدمها، في مواجهة عالم عربي ضعيف ومنهزم، ويتم المقارنةبين قادة إسرائيل الأقوياء، والقادة العرب الضعفاء.

وطنالشهداء والمعتقلين

يقولالأسير: "من زنزانتي كنت أستمع إلى استغاثة أسير اسمه غسان، كان يعاني مرضًا،ولا يتحمل الشبح لساعات طويلة في ليل المسكوبية البارد، فاستشهد تحت التعذيب. لمأرَ وجه غسان إلا في الصور بعد استشهاده بسنوات مع صور أخرى لشهداء قضوا في سجنالمسكوبية، بعضهم عانقت روحه سماء القدس فجرًا وهو "مشبوح"، أو وهويتحدى سادية محقق هاجر إلى القدس من بلاد بعيدة ليعذب شبابها".

يضيفالأسير: كنت دائمًا أتساءل أين ستذهب دماء هؤلاء؟! من سيذكرهم؟! وماذا سيكتبالتاريخ عن شبان صغار من نسل أولئك العرب وجدوا أنفسهم وحيدين عاجزين في طرقاتالمدينة المقدسة، يدافعون عن أسوارها وحجارتها، وظهورهم إلى الحائط. ما هو التاريخإن لم يكن قصص هؤلاء وأشجانهم وعلاقاتهم وضعفهم وقوتهم وخطاياهم وعظمتهم وحبهموكرههم؟!

توقفتطويلًا أمام ذلك التساؤل الذي يتحدى صمتنا وعجزنا عن نصرة رجال قضوا وهم يدافعونعن المسجد الأقصى، ورفضوا الخضوع والخنوع والاستسلام للواقع.

تأتيمفارقة أخرى عندما يقول الأسير: خرجت من سجن المسكوبية، ولم أكن أعرف أنني بعدبضعة أيام فقط سأكون على موعد جديد مع الاعتقال في سجن رام الله هذه المرة، وكأننيحبيس دائرة مغلقة لا فرار منها كواحد من جيل قدر له أن يعرف بلاده من خلالالمعتقلات.

ويقولأسامة العيسة؛ إنه استفاد من الأساليب البحثية والصحفية في تطوير هذه الرواية؛ حيثاقترب السرد أحيانًا من التحقيق الصحفي. وبالرغم من أنه يقول؛ إن النص أرسله لهأسير مجهول، وأن دوره اقتصر على تحريره.. إلا أن لأسامة العيسة تجربة في سجنالمسكوبية، استمرت مدة شهرين عندما اعتقل عام 1982؛ كما أهدى الرواية لابنه باسلالمعتقل في سجن المسكوبية وعمره 15 عامًا، وشرب عذاب المسكوبية حتى أصبح قادرًاعلى كتابة رواية عن ذلك العذاب الوحشي.

فيهذا العمل يقول أسامة العيسة لكل أسير: لا يوجد خلاص من زنزانتك إلا أن تكون نفسكصاحب قضية تريد أن تنتصر على محقق يجب أن تراه مجرد خادم يدافع عن قضية خاسرة. أنتتمثل الإنسان الحر؛ بينما هو مِسمار في آلة تدوس من أمامها.

لكنهل نصيحة أسامة العيسة موجهة للأسرى الفلسطينيين فقط، أم لكل الأحرار الذينيواجهون الطغيان ويحلمون بتحرير أوطانهم؟!

**

الدكتورسليمان صالح/ أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة وعضو مجلس الشعب في برلمان الثورة

تفاصيل:

https://www.aljazeera.net/opinions/2...84%D8%B0%D9%8A
مدونة غلا الروح

إضافة رد
يشاهد التدوينه الآن   1 زائـر

مدونة=== (( دع مواضيعك وردودك بالمدونه تعبر عن شخصيتك الجميله )) ===مدونة



تاريخ اليوم PM 16-09-2024

الدعم الفني - 2023    

Powered by Blog glaroh.com . المدونه