مدونة غلا الروح - Blog

Register

أنت زائر : تستطيع الآن إنشاء موضوع والرد بدون تسجيل ..

 يتم تثبيت التدوينات المميزه والجاده للزوار

العودة   مدونة غلا الروح > مدونات غلا الروح العامه > قسم مدونات عامه خاصه > مدونة الراويه
مدونة الراويه مدونه فلسطينيه تهتم بالكثير في الشارع الفلسطيني ★
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06:27, PM 16-11-2024   #1
الصورة الرمزية أسامة العيسة

أسامة العيسة

فلسطيني حـر
المشاركات: 264

أسامة العيسة غير متواجد حالياً

افتراضي رقصة السمندل!

مدونة غلا الروح











بدت الحاجة معزوزةالكواملة، يوم 24 تموز الماضي، بشوشة ضاحكة، زاد من ارتفاع معنوياتها، احتفاءهابالإفراج عن حفيدها من سجون الاحتلال. بقي حفيد آخر خلف القضبان. تبدوالتسيعينيَّة التي تعيش في منزلها المؤقت في مخيم العروب على شارع القدس-الخليل،وكأنَّها لم تغادر قريتها زكريا في الهضاب الوسطى، التي غادرتها فعلًا عام النكبةولم تبلغ العشرين عامًا. حدَّثتني عن كثيرات ومن بينهن عمتي عائشة: "رأيتهاترقص في عرس أبو دحيلة".

-من أبو دحيلة هذا؟

*من عائلة العيسة،تزوَّج فهيمة ابنة رضوان أبو جودة. أقيم العرس في مكان واسع. أتذكَّر رقصة عائشةفرحة، بفرح العروسين. الجميع نكبوا وغادروا البلد.

عمتي عائشة، كانت مصدريالإثنوغرافي المهم عن قريتنا، استفدت منها في قصصٍ أولى. هي أيضًا من نبهتني إلىمقام السايحة في قريتنا، تلك القديسة بوجوهها الكثيرة. بعد أكثر من أربعين عامًامن النكبة، ستصبح السايحة، بالنسبة لعمتي عائشة هي فاطمة ابنة الرسول العربيِّ،وفيما يلي ما اقتبسته عنها في مجموعتي القصصيَّة إنثيالات الحنين والأسى:"مقام فاطمة ابنة الرسول له السلام وله البركات.. تقصدها نساء البلد ويسمينهاالسائحة.. تنذر الواحدة منهن وتشعل سراج الزيت الفخاري في المغارة المعتمة شرقالبلد.. الشجر أمامها يصدم الوجوه. لم يكن زحيفاً ولا مرمية.. إنما عذقا يفرشويجلل السائحة في أرض الله الواسعة حزنا على أشرف الخلق".

لا يرغب الأحفاد،عادة، في معرفة ما يجب معرفته خلف الصور العطرة لسِير الجدات الشريفات، ولكنبالنسبة لجدتي السايحة (السائحة)، سيختلف الأمر ونحن إزاء نموذج محلي لـ"ليليث" في ميثولوجيا الشرق القديم. إنَّها فاطمة البري، قاهرة الأقطاب،أمّا حفيداتها أمثال عمتي، فسحن في الأرض منكوبات، ورحلن عن دنيانا وهن يحاولنلملمة ما تبقى من عالمهن، الذي اندثر بسرعة.

رقصة عمتي في عرسالمكرَّم أبو دحيلة، ضاعت في ذاكرة العمة وحلَّ محلها رقصات أخرى في حلقات النواح الكربلائيَّةوالأدونيسيَّة على شبَّان العائلة الَّذين قضوا قبل الأوان، كإبنها البكر، الذيرحل في السويد، وقبلها كان مطلوبًا سياسيًا، أو العاشق الذي أحرق نفسه عربونًا لحبه،أو المعلِّم الذي قضى شهيد التعليم بأوبئة الجزيرة العربية. وبينهم حلقات الرقصالطقوسي، حزنًا على عبد النَّاصر، عندما تجمعت نساء المخيم، في ساحة قبالته،ليقدِّمن ماء العيون، لفقيد القوميَّة. ثلاثة أيَّام أو سبعة، رقم مفرد قدسيةالشرق القديم المستمر.

عندما روت لي الحاجةمعزوزة، رقصة عمتي في قريتها التي ماتت بعيدة عنها، تخيلت السمندل راقصًا، الذياختلف العرب في صنفه، بالنسبة للجاحظ، فإنَّه "يسقط في النَّار فلا يحترقريشه"، أمَّا بالنسبة للعمري وآخرين، فهو طائر يعشش في جبل النَّار، يدخل النَّارولا يحترق، ثم يخرج وقد ذهب وسخه، وزاد بريق لونه وصفاؤه. السمندل تصقله النيران.

#قرية_زكريا

#مخيم_العروب

#أطلس_الخالات

#أسامة_العيسة
مدونة غلا الروح

إضافة رد
يشاهد التدوينه الآن   1 زائـر

مدونة=== (( دع مواضيعك وردودك بالمدونه تعبر عن شخصيتك الجميله )) ===مدونة



تاريخ اليوم AM 22-12-2024

الدعم الفني - 2023    

Powered by Blog glaroh.com . المدونه