مدونة غلا الروح - Blog

Register

أنت زائر : تستطيع الآن إنشاء موضوع والرد بدون تسجيل ..

 يتم تثبيت التدوينات المميزه والجاده للزوار

العودة   مدونة غلا الروح > مدونات غلا الروح العامه > قسم مدونات عامه خاصه > مدونة الراويه
مدونة الراويه مدونه فلسطينيه تهتم بالكثير في الشارع الفلسطيني ★
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11:57, AM 16-12-2024   #1
الصورة الرمزية أسامة العيسة

أسامة العيسة

فلسطيني حـر
المشاركات: 264

أسامة العيسة غير متواجد حالياً

افتراضي رواية قط بئر السبع بين الصمود والرمزية/ زياد جيوسي

مدونة غلا الروح







بدعوة من منتدى شرقوغرب ومديرته السيدة سلوى القدومي، وجهت لي دعوة لتقديم قراءة نقدية لرواية “قطبئر السبع” وابداء ملاحظاتي عليها، لتكون محور للنقاش بين الحضور من أعضاءالمنتدى، وأشير أنه قد ساد من سنوات طويلة مصطلح أدب السجون عما يكتبه الأسرى فيفلسطين، سواء في المعتقل رغم صعوبة الكتابة وتهريب المكتوب للخارج، أو ما يتمكتابته بعد التحرر حيث القدرة على التفرغ للكتابة عن فترة الاعتقال أو أصناف منالأدب تتعلق بتلك المرحلة، أو ما يكتبه كتاب من خلال الاستماع لحكايات من الأسرىالمحررين عن تجربتهم، وبالنسبة لي أسميه “أدب الصمود” فهو يشكل تحدي الأسير للجلادوالمقاومة بالقلم، ومن الممكن أن يكتب شخص مسجون بقضية جنائية مدنية أيضا، فذلك منينطبق عليه مصطلح أدب السجون، وقد قرأت العديد من الكتب كتبت بالمعتقل أو خارجه،وهي تعتبر مقاومة مختلفة عن المقاومة بالحجر أو السلاح، فهذه حالة استثنائية وشكلمهم من أشكال المقاومة والتحدي للمحتل، وأول كتاب قرأته لأسير فلسطيني كان كتابالزنزانة رقم 7 للأسير المحرر فاضل يونس والتي صدرت عام 1983، وقد أتيح لي قراءةكتاب “قط بئر السبع” للكاتب الفلسطيني أسامة العيسة، والكتاب من اصدار رواياتالهلال/ القاهرة عام 2017 م وبغلاف حمل صورة جانبية لسور سجن بئر السبع، والإهداءكان للأسير المحرر محمد الزغاري “أبو الطاهر” الذي روى للكاتب حكاية القط، والكاتبأعاد صياغتها بأسلوب روائي لم يخل من حس الصحفي وأسلوبه وهي مهنة الكاتب، وهذاالكتاب ليس الأول للكاتب عن تجربة الاعتقال فقد سبقه كتاب يحمل اسم المسكوبية علىاسم سجن المسكوبية سيء الصيت والسمعة، إضافة لعدة روايات ومجموعات قصص صغيرة وكتبأبحاث في الطبيعة والآثار في فلسطين، وروايته مجانين بيت لحم تميزت بالحصول علىجائزة الشيخ زايد.

أحب أن أشير أن فكرةتسلل القط الى المعتقل فكرة جميلة من خلال كيف أصبح التعامل معه، لكن فكرة التعاملمع حيوانات أو طيور في المعتقل ليست جديدة، فأبو فراس الحمداني أنشد للحمامة التيكانت تحط بالقرب منه خلال أسره، وفي سبعينيات القرن الماضي حين قضيت عدة سنواتبالمعتقل ربيت قطة أسميتها مديحة كانت لا تفارق باب غرفتي بالمعتقل أثناء اغلاقالأبواب علينا، وأذكر معتقل آخر دخل لزنزانته عصفور فاهتم به وأسماه ياسمينة وأصبحيتمشى به بالساحة وهو يربطة بخيط رفيع، وكل هذه كان لها حكايات معنا كمعتقلين، ومنهنا أخذت الرواية اسمها من قط تسلل لسجن بئر السبع، ومن خلال الحديث عن القط كانالكاتب يقدم تفصيلا لمعاناة الأسرى بالمعتقل، سواء من برامجهم اليومية أو الطعامالقليل والرديء الذي يقدم للأسرى والذي يعتادوه مع الوقت فليس هناك من بدائل، كماأشار إلى عقوبة العزل المنفرد وكيف يفعل السجين للحفاظ على نفسه طوال فترة العقوبةالتي لا يرى احد بها سوى السجان حين يحضر له الطعام، والاستذكار من الذاكرة من أهموسائل مقاومة العزل الانفرادي، وكذلك أشار الكاتب إلى الأمهات المتطوعات لزيارةسجناء اهاليهم خارج فلسطين ولا يتمكنوا من رؤيتهم، وكذلك عما يقوم به الاحتلال منتزوير لأسماء زواحف وحيوانات فلسطينية إضافة للمدن والقرى والأمكنة.

هذه المعاناة للأسرىوالذين تمكنوا من تحقيق بعض مطالبهم من خلال الاضرابات عن الطعام، يجدوا أنفسهمأمام ادارة سجن تريد من الاسير الذي يعتني بالهرة التي ولدت بالمعتقل أن يخرجها،ولكن الأسير والأسرى يرفضون ذلك ويعتبرون القطة ضيفتهم ولجأت اليهم وأنها ابنةالأرض الفلسطينية، وإكرام الضيف بعض من عادات العرب والفلسطينيين، فتصبح القطةحكاية تجاذب وصراع بين الادارة وبين الأسرى، تصل لمرحلة استخدام القوة من الإدارةضد الأسرى لإخراج القطة وهريراتها من غرفة الأسرى، فيتم وضع ابراهيم الصرعاوي الذيلقب بالبسه لعنايته بالقطة في العزل الانفرادي.

ويلاحظ في الروايةحوارات بين السجان والسجين وفيها كشف عن بعض جوانب الكيان الذي جمع سكانه منالشتات، فهناك حديث عن المتدينين اليهود “الحريديم” وعن طائفة الزنوج اليهود الغيرمعترف بيهودتيتهم، وعن الشرخ بين اليهود الشرقيين والغربيين “الإشكنازوالسفارديم”، وعن الصراع السكاني بين اليهود والفلسطينيون، كما تحدثت الرواية عنالخلافات التي تحدث بين الفصائل المختلفة داخل السجن، وعن ظهور أفكار دينية متطرفةأيضا، وعن اكتشاف جاسوس دسه الشاباك بينهم واعترف وتم إعدامه، والغريب أن هذا الجاسوستسلل عبر السياج قبل حرب حزيران 1967 ليعرض خدماته على الاحتلال، وبعد هزيمةحزيران ذهب بنفسه مرة أخرى للاحتلال عارضا خدماته، كما تحدثت الرواية عن بلدة بيتصفافا التي قسمت البيوت والسكان فيها بخط قلم على الخريطة.

والرواية خصصت المكانوهو سجن بئر السبع وأشارت للزمان أنه الفترة التي سبقت زيارة السادات لدولةالكيان، وكانت أسماء الشخصيات محدودة فيها حيث الشخوص الرئيسة والثانوية المهمةللسرد الروائي، مثل الأسير ابراهيم البسة وهو الشخصية الرئيسة في الرواية وراويهاوهو من أسرى الدوريات، وشاهين وهو ممثل الأسرى في السجن لدى الإدارة، و”آشر” مديرالسجن وهو ينفذ تعليمات “الشاباك” في التعامل مع الأسرى، والكابتن “لورنس” المحققمن الشاباك والذي يطرح على ابراهيم البسة التعاون تحت اسم علاقات ايجابية بينالمحتل والأسير، والبروفيسور “شمعون” وهو أنموذج لعمليات التزوير الصهيونيةللأمكنة الفلسطينية وخاصة المقامات، والكاتب “سمسوني” اليهودي المهاجر من العراقويحاول أن يترك تأثير على أفكار الأسرى الذين رفضوه خلال النقاش معه، واتخذوا قراربمقاطعة أي لقاء مستقبلي ترتبه الادارة مع أمثال سمسوني، والدكتورة “منزل”الصهيونية التي اهتمت بإعادة تربية وتدريب الكلاب المحلية والتي يطلق عليها الكلب“الجعاري” وسموها الكنعاني، اضافة لأسماء ثانوية مثل الجاسوس الذي جرى اعدامهبالسجن، وما عدا ذلك فهي أسماء عابرة عبر أحداث في الرواية.

يلاحظ في الروايةأسلوب الاستذكار حيث معظم أحداث ما قبل دخول الهرة السجن التي أصبحت غطاء المشكلةبين الادارة والأسرى، فخلال تنفيذ عقوبة العزل والسجن الانفرادي على ابراهيمالبسة، يستعيد الذاكرة ويروي الأحداث سواء عن مسيرته النضالية أو عن ما شاهده منأساليب التحقيق والمحققين تجاه الأسرى، ولا بد من الاشارة الى بعض المسائل التيلفتت نظري في الرواية من زاوية ملاحظات نقدية، فالسجن حمل اسم المدينة القريبة بئرالسبع، وقد لفت نظري عبارة يقول الكاتب فيها: “المدينة التي حلم الأسرى بالعودةاليها مُحرِرين فوصلوها أسرى”، وأرى أن العبارة لم تكن دقيقة فالأسرى كانوا يحلمونبحرية الوطن جميعه من نهره لبحره، وليس مدينة السبع وحدها، وصيغة العبارة تحمل فيطياتها أن المناضلين فشلوا بهدفهم رغم أن البندقية لم تنه دورها بعد، رغم أن منطقةبئر السبع جزء لا يتجزأ من جغرافية الوطن الفلسطيني، وكانت وما زالت رمزا فيمقاومة التوطين الذي يلجأ اليه الاحتلال، وفي تاريخ الأول من أيار 2024، هدمتجرافات الإحتلال مساكن أهالي قرية العراقيب تحت حماية قوات من شرطة الاحتلالوالوحدات التابعة لها.

وكذلك الاشارة أن قصةسيدنا يحيي عليه السلام مع الراقصة “سالومي” جرت في موقع مكاور قرب مأدبا، بينماالأقرب حسب رأي المؤرخين أنها جرت في بلدة سبسطية الفلسطينية، وما زال الموقعموجودا على شكل كنيسة صغيرة استمرت الصلاة فيها لقبل عدة سنوات وتوقفت بعد وفاةسامي دبابنة، وهو آخر المسيحيين في سبسطية والذي كان يقيم الصلوات فيها، كذلك أشارالكاتب أن الفدائيين سجنوا بعد تنفيذ عملية لهم في سجن الاستخبارات في منطقةالعبدلي، ولكن أعتقد أن المقصود هو المخابرات العامة وليس الاستخبارات العسكرية،ولا أعرف هل كان الشهيد أبو عمار والحاج اسماعيل كانوا يتمكنون من زيارة المعتقلينهناك كما ورد في الرواية؟ أشك في ذلك، وأيضا الاشارة أن هناك اتفاقيات بين الأردنوالكيان بعدم العبور من الحدود، وفي تلك الفترة لم يكن هناك أية اتفاقيات رسميةبين الجانبين بعد هزيمة حزيران حتى طرد المقاومة من الأردن، وأول اتفاقية رسميةومعلنة هي اتفاقية وادي عربة بعد توقيع اتفاقية اوسلو.

وأيضا تخصيص مساحةكبيرة للحديث عن كلاب الصهيوني “آشر” واهتمامه بهذه الكلاب، فقد تكلم عن هذهالكلاب من ص 113 الى نهاية ص 119 وفي صفحات أخرى، ثم انتقل للتحدث عن طيور البجعوالتي تتعرض للموت بسبب الصيد الجائر وأسباب أخرى على صفحتين، فهل هذه المواضيعوالتي تعني مدير السجن الصهيوني لها علاقة بالأسرى حتى يفرد لها هذا العدد منالصفحات، ولو قلصت لما تركت على سرد الرواية أثر كبير، والعلاقة الوحيدة التي ظهرتهي إلقاء الصهيوني آشر القط المسمى حكم وهو ابن القطة الشقراء للكلاب لتأكلهبوحشية، كما نجد الكاتب خصص عدة صفحات للحديث عن القطط والقط الرملي، وأسطورة الكلبوالقطة والفأر وأعتقد أن هذا الأسلوب التقريري أخرج الرواية عن السرد الروائيوأصبحت هذه الصفحات حشو لصفحات الرواية وكان يمكن اختصارها والاكتفاء برمزيتها،أما الملحق وهو من عدة صفحات فلا يعتبر من الرواية وبه مصطلحات استخدمت خلال السردالروائي وهي خاصة بالمعتقلات الصهيونية والسجون.

رواية “قط بئر السبع”تعتبر إحدى الأعمال الأدبية التي تتحدث عن الأسرى وصراعهم اليومي مع المحتل، ورغم الأسلوب التقريري الصُفحي الذي ظهر فيالرواية إلا أن الأحداث الواقعية في الرواية جرى التعبير عنها من خلال السرد الروائي،والإضاءة على مرحلة مهمة من تاريخ الشعب الفلسطيني وهي زيارة السادات لدولة الكيانوتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، التي أخرجتمصر من الصراع مع دولة الكيان وفتحت الطريق أمام اتفاقيات أخرى وتطبيع رسمي معالكيان الصهيوني، مما يترك المجال للقارئ لرؤية صمود الأسرى والمقاومة من جانب،وخيانة الأشقاء من الجانب الآخر، والأسلوب المبسط في لغة الرواية جعلها توصلالفكرة للقارئ بسهولة وكذلك اعتماد الرمزية الواضحة وليست المغرقة برمزيتها.

تنتهي الرواية بتألمابراهيم البسة والأسرى أن تُقتل وتُأكل قطط البلاد وتمزق بأسنان ومخالب كلابالبلاد، فالقط المسمى “حكم” قط بلدي وكذلك كلاب آشر كلاب بلدية، وفي هذا الاسقاطمعنى كبير يمكن اسقاطه على الواقع الفلسطيني، فالمحتل يعمل دوما على اشعال الصراعبين فصائل فلسطينية مختلفة، وهنا يمكن أن نرى رمزية تشير للشعب الفلسطيني من خلالالقطة وجرائها، التي تمسكت بالعودة للوطن ولو بالعودة الى السجن لتطرد من جديد الىشتات الصحراء والمنفى، وعودة القط حكيم رغم تشريده بالشتات ومنفى الصحراء، لتأكلهالكلاب البلدية التي رباها الاحتلال وطبعها لتكون في خدمته وخدمة مشروعهالاحتلالي، فالقطط هنا رمزت للتمسك بحق العودة وللصمود والمقاومة، والكلاب رمزتلمن تساقطوا وخدموا الأعداء مقابل الطعام والقوة في مواجهة المقاومين الأحرار.

https://www.raialyoum.com/%D8%B2%D9%...5%D9%85%D9%88/
مدونة غلا الروح

إضافة رد
يشاهد التدوينه الآن   1 زائـر

مدونة=== (( دع مواضيعك وردودك بالمدونه تعبر عن شخصيتك الجميله )) ===مدونة



تاريخ اليوم AM 22-12-2024

الدعم الفني - 2023    

Powered by Blog glaroh.com . المدونه