مدونة غلا الروح - Blog

Register

أنت زائر : تستطيع الآن إنشاء موضوع والرد بدون تسجيل ..

 يتم تثبيت التدوينات المميزه والجاده للزوار

العودة   مدونة غلا الروح > مدونات غلا الروح العامه > قسم مدونات عامه خاصه > مدونة الراويه
مدونة الراويه مدونه فلسطينيه تهتم بالكثير في الشارع الفلسطيني ★
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03:58, PM 24-04-2024   #1
الصورة الرمزية أسامة العيسة

أسامة العيسة

فلسطيني حـر
المشاركات: 212

أسامة العيسة غير متواجد حالياً

افتراضي حكايات تتحدى النسيان بين الأجيال/ أحمد أسامة

مدونة غلا الروح









الزمن.. سلاح فتاك لايقوى شيء على مواجهته، يعبر ويمضي تاركًا خلفه حيواتنا وتفاصيلنا وأحلامنا، يظلهاجس الخلود أقوى هواجس الإنسان عبر التاريخ اعتقادًا منه أنه الوسيلة الوحيدةلكسر هيمنة الزمن، غافلًا عن أن الحكايات وحدها هي من تجسر على مجابهة الزمن وكسرسطوته، تطل برأسها عبر ثناياه غير آبهة بم يحدث، يحاول الزمن معها بشتى الطرقويفعل أفاعيله بها، أقصى ما يمكنه فعله هو إضافة بعض التفاصيل أو حذفها، إلا أنهيفشل في محوها طالما بقي وسيط ينقلها، وليس هناك وسيط أقوى من السنة البشر.

تتلاقى الحكايات معالتاريخ لتنسج ملحمة من الصمود والمقاومة، إنها رحلة عبر أزقة القدس القديمةوحاراتها العتيقة، رحلة عبر ذاكرة شعب متجذر في أرضه، يحمل تاريخه في قلبهويتناقله همسًا بين الأجيال.

"الحكي الشفهي" هو السلاح الذي يرفعه المؤلف في وجهالنسيان، إنها قدس السبعينات التي مازالت تحتفظ ببعض من تاريخها القديم كما اعتادعليها أهلها المقدسيون قبل النكبة، فالحكايات التي تنتقل من الجدات للأحفاد، ومنالآباء للأبناء، هي التي تحفظ تاريخ القدس وتفاصيلها الدقيقة في ذاكرة شعبها. إنهادرع واقٍ يحمي المدينة المقدسة من الضياع، ويُبقي جذوتها متقدة في قلوب أبنائها.

يبرز والد البطل"أبو كافل" فهو يعي تمامًا أهمية الحكايات في حفظ تاريخ القدس وهويتها،ويحرص على تلقين ابنه "كافل" هذه الحكايات منذ نعومة أظفاره. يقص عليهحكايات الأجداد والآباء، حكايات المقاومة والصمود، حكايات الأزقة القديمة والحاراتالعتيقة. يروي له قصص البطولة والتضحية، قصص الحب والأمل، قصص الحزن والفقد، قصصالاحتلالات المتتالية والروايات الدينية التي اختلطت بالحكايات وتحولت إلى أساطير،كل أصحاب دين يؤولونها حسب معتقدهم كدليل إثبات أن قدسية المدينة تخصهم وحدهم، ولايقاسمهم فيها غيرهم.

"أبو كافل" ليس مجرد أب، بل هو معلم وموجه وفدائي مناضل،يزرع في نفس ابنه حب القدس والتعلق بها. يأخذه في جولات ميدانية في أزقة القدسوحاراتها، يشير إلى البيوت القديمة ويحكي له قصص ساكنيها، يمر بالمساجد والكنائسويحدثه عن تاريخها، يقف عند أسوار المدينة ويشرح له أهميتها.

بفضل أبيه، يتحول"كافل" إلى راوٍ لتاريخ القدس وحارس لذاكرتها، رغم تقلبات الدنيا ومرورالزمن، إلا أنه يعود في النهاية لمسقط رأسه يحاول إحياء ذاكرته وروحه، لم ينسالقدس وأهلها، لم ينس خساراته الشخصية وأوجاعه، لم ينس أمه البسيطة المغدورة، لمينس "لورا" التي أحب والتي لم تنسه أيضًا، عاد يحمل على عاتقه مسؤوليةنقل الحكايات للأجيال القادمة، متمثلة في ابنه، ليضمن استمراريتها وتحديها للنسيانوالزمن.

"سماء القدس السابعة" ليست مجرد عنوان، فعلى شاعريته، هيرمز للسموات السبع التي يجب أن يرتقي إليها المؤمن لبلوغ القدس السماوية. وفيالرواية، ترتقي الحكايات إلى هذه المكانة المقدسة، حاملة معها تاريخ المدينةالمقدسة وحكايات أهلها المقاومين للنسيان.

رواية "سماءالقدس السابعة" تذكير قوي بأهمية الحكي الشفهي في الحفاظ على الهويةوالتاريخ. دعوة لاستلهام تجربة أهل القدس في المقاومة عبر الحكايات، وتذكير لنابأننا جميعًا رواة لتاريخنا وحماة لذاكرتنا الجماعية. تقول "لور" فيثنايا خاتمة الرواية موجهة حديثها إلى "كافل":

"أُكمل دور والدك في رواية الحكايات، نروي الحكايات لنفتديأعمارًا، كما فعلت شهرزاد، أو للمقايضة، كما كانت تفعل والدتك، بين الحكي والطعام،أو لبث الروح في الجسد والعظام، كما فعل والدك وجدي، ليرأف بهما تراب الوطنالغالي".

شكرًا أسامة العيسةعلى هذه التحفة والأيقونة التاريخية.. شكرًا منشورات المتوسط على هذا الإخراجالأنيق.
مدونة غلا الروح

إضافة رد
يشاهد التدوينه الآن   1 زائـر

مدونة=== (( دع مواضيعك وردودك بالمدونه تعبر عن شخصيتك الجميله )) ===مدونة



تاريخ اليوم PM 16-09-2024

الدعم الفني - 2023    

Powered by Blog glaroh.com . المدونه