مدونة غلا الروح - Blog

Register

أنت زائر : تستطيع الآن إنشاء موضوع والرد بدون تسجيل ..

 يتم تثبيت التدوينات المميزه والجاده للزوار

العودة   مدونة غلا الروح > مدونات غلا الروح العامه > قسم مدونات عامه خاصه > مدونة الراويه
مدونة الراويه مدونه فلسطينيه تهتم بالكثير في الشارع الفلسطيني ★
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06:40, PM 24-01-2024   #1
الصورة الرمزية أسامة العيسة

أسامة العيسة

فلسطيني حـر
المشاركات: 212

أسامة العيسة غير متواجد حالياً

افتراضي في الطريق إلى زعترة!

مدونة غلا الروح







منيوميَّات الدم والنرجس

فيالطريق، مشيًا، من خلايل اللوز إلى زعترة، لم ألحظ إلَّا زهرة حنَّون حمراء واحدةصغيرة ملتفة حول نفسها، خجلى من التفتح وحدها. خلال الأسبوعين الماضيين، انشغلتبالنرجس في حديقة خلايل اللوز، لكنَّه بدأ يذوي، تحب النرجس المطر والبرد، لا تعشبدونهما، والأجواء في جبال القدس ربيعيَّة.

أيتهاالسماء نحن سلالة النرجس والحنُّون والزوزو، وفي عروقنا تسري دماء أدونيس، التي مازالت تصبغ حنُّوننا، ولا يتركنا، فيطأ الموتَ بالموتِ، وينهض، لا يخلف ميعاده. لاتتلاعبي بنا يا سماءنا "نحن الأرض لا تحرمينا المطر-بالإذن من راشدحيسن".

تُغيِّرالبلاد أديانها، لكنَّها تتوارث رموزها، وآلهتها، وأنبيائها، وأبطالها الأسطوريين،وأوليائها الصالحين، والتائهين، والحائرين.

أفسدتُخططُا، لأعزِّاء، توقفوا في الطريق لنقلي. عندما غادرت علِّية خلايل اللوز، مودعًازيوس، الذي هزَّ ذنبه معبرًا، ووقفت على الشارع المسفلت، فكرت النزول عبر واديالطواحين، لم أسر في قاعه منذ سنوات. استن الراحل موسى سند، رحلة الربيع من بركسليمان، إلى الفرديس (الهيروديون) الذي تمنى راعي غنام ملول، في يومٍ لو ينقلب إلىكُسبة؛ الاختراع الخليلي، الذي دوَّخ عقول، وقلوب!

لاشك أن هيرودس، عظيم فلسطين، ضحك تحت التراب. هيرودس أهم من حكم البلاد، فهم روحفلسطين، ولم تكن حدودها محصورة "من المية للمية" فقط. مأساته، هي دراما،كل عظيم، ناوئه الدين الجديد، ووصمه!

قبلسنوات شاركت في رحلة الربيع، بعد رحيل أستاذي موسى، مع مجموعة من الفرنسيات ومدامزعيتر، عاشقة ارطاس المستعربة، وكأنَّها هيلما جرافنست ثانية (حجة حليمة). ترك ليالعزيز فادي، الذي يتابع خطى والده، ويغمرني بحب غير مشروط، قياد تقديم مقارباتيحول المواقع التي سنمرُّ بها.

أدخلتللرحلة وادي الطواحين، المجهول والمظلوم. أعتقد أنَّ وصفه لدى صدنوق استكشاففلسطين في سبعينات القرن التاسعع عشر، لم يكن دقيقًا. وقبل سنوات دمرَّت كسارات حجارةجزءًا من بقايا الطواحين. عنما لجأت لمسؤول في الآثار، وهو صديق عزيز حتى الآن،تجنب المواجهة وقال إنها في مناطق ج. الشغف ليس وظيفة.

حسمعلاء ترددي سريعًا، عندما توقف قربي، وقال آمرًا: اطلع. الراديو ينفث الأخبار.حدثني عن أحد أشكال القمع التي يتعرض له الأسرى الآن في سجون الاحتلال. لن أذكرهالتزامًا بلافتة: لا تخبروا الأمهات!

نزلتفي المفرق المؤدي الى مقبرة الشيهد حسين عبيات. رفضت عرضا من علاء لاكمال جميله.كبرت المقبرة، التي دفن فيها ضحية أوَّل اغتيال في الانتفاضة الثانية. عندما وصل جسدحسين، وأجساد آخرين وأخريات إلى مستشفى بيت جالا، كنت في غرفة الطواريء، وصلتهابعد سماعي خبر قصف احتلالي لمركبة في بيت ساحور، وكنا مجموعة صحفيِّين في مكتبفتح. دخل الدكتور علي عند حسين الممدد على سرير، ساعدت في نقل المصابتين، قبلاستشهادهما، لاحقًا في مستشفى المقاصد بالقدس. أعلن الدكتور علي استشهاد حسين،وانطلق الرصاص الغاضب.

الغريبأنني ألقيت كلمة بائسة بصوت خفيض غير مناسب، في هذا المكان، في خيمة العزاءالضخمة، بإحراج من الدكتور علي، الذي دعاني من خلال الميكرفون، وأمام جموع غفيرةمن المعزين، مشيرًا إلى مرحلة جديدة في قضيتنا، ما أكثر القضايا في قضية المراحلوالانعطافات. كتبت كتابي عن الاغتيالات؛ تل أبيب لا تعرف النسيان، مع تسارع عملياتالاغتيالات ذهبت الى عمَّان صد-رد، وعرضته على ناشر فلسطينيِّ رفض تبنيه، من مثقفيمنظمة: "منظمة إيه وتحرير إيه- حسب رجل أمن مصري". تبناه لاحقًا بشارشبارو في بيروت.

قبالةالمقبرة، أقيمت المنطقة الصناعيَّة، قبل أيَّام أوصلني إيلي، مدير المنطقة السابق،ومدير مستشفى الجمعية العربية الحالي، إلى مفرق المقبرة. شكا إيلي من الأزمةالمالية الخانقة التي تضرب بمستشفاه. السلطة الفلسطينيَّة لم تفٍ بالتزاماتهاالماليَّة. خلف المنطقة الصناعيَّة، وهي نتاج تعاون فلسطيني-فرنسي، عثر على عشراتالقبور التي تعود للفترة البرونزية، لولا الجانب الإيطالي لم عرفنا عنها. نشر عنهاالإسرائيليون أيضًا، الجانب الفلسطينيِّ الأثريِّ الرسميِّ غارق في طوفان قلةالحيلة.

عندماوصلت مسجد بيت تعمر، الذي عدَّه علماء آثار في دولة الاحتلال، أقدم مساجد فلسطين،يعود لفترة الأسلام المبكرة في البلاد، كان الليل قد جن، مع خروج المصلين. أقلنيعزيزٌ مسافة قصيرة.

أوَّلمن نبهني إلى أهمية المسجد، المقام على كنيسة بيزنطية، صلاح التعمري. نظَّم مخيمًاصيفيًا أو يومًا تطوعيًا بعد عودته للبلاد، أواسط تسعينات القرن الماضي، قبل وصولالملكة دينا، التي سأختبر لاحقًا طيبتها التي تنتمي إلى ملكيَّات الحكايات، وتعاملهاالابتسامي الدائم، وتجندها في حملة التبرعات لعاطف أبو عكر.

منعاطف تعلمت كيف يمكن للمرء إزدراء أسوأ أنوع الطعام، في سجن رام الله (ربيع1981م). نقعى في ساحة الفورة، نستغل الفترة القصيرة اللمنوحة لإزدراد الطعاموإزدرائه. يضع عاطف شرائح الخبز، والبندورة، وقطعة المرجرين، وما يشبهها، في صحن،ويسكب ما يمكنه وصف بالشاي الممزوج بالكافور، مضاد الهيجان الجنسي في أمخاخالسجَّانين، على مكونات الصحن، وهات يا بلع. الاختبار أن لا يظهر المرء تعابير علىوجهه، تعبِّر عن مأزقه الذوقي والبلعومي. التوسكة، والدردرة، من صرختي الأمهات:ادردا واتوسك. تُجرَّب فقط في سجون الاحتلال. الآن يحرم الأسرى من التوسكةوالدردرة. لا طعام، ولا ملابس، لا قهوة ولا شاي!

قرأتكتاب الملكة دينا، الصادر عن مركز الاهرام، "بتحريض" من الثوري أبوجوزيف، الذي ستظهر الأيَّام، المدى الذي يمكن لسياسي ومثقف، الذهاب إلى أسفل دركخيانة المبادىء.

كتبتبرورتريه عن صلاح، لم تنشره صحيفتي، لا أعرف السبب ولم أسأل. طلب قراءة ما كتبت،اعتذرت له. ما زال المقال موجودًا في الملف الذي يحمل اسم صلاح في ارشيفي.

نقلعبد القادر، مكتبته، من البيت العتيق، الذي طالما ضربته الرياح على تخوم بريَّةالقدس، إلى منزل حداثي، مع تفصيل مكتبة خشبيَّة. قال عبد القادر، المثقف ورجلالأعمال الناشيء: مثلما فعلت أنت، غرفة نوم واحدة، وباقي المساحة للكتب.

حتَّىغرفة النوم، لا بد أن تغزوها الكتب!

عرَّفناعبد القادر، على مكتبته، أنا وأوفى الأصدقاء؛ أبو لاوي، على فلسفته في ترتيبالمكتبة. أهديته مجلدًا مصورًا بالعبرية عن واحدة من هزائم جيوش العرب، ليكون أوَّلكتاب بهذه اللغة في مكتبته، أهداني رسائل مارسيل بروست.

ماأدهشني في المكتب، الأجزاء الكاملة، لتاج العروس، في طبعتها الكويتيَّة، التي أُنجزتعلى مدار سنوات. ذهب عبد القادر إلى عمَّان، وجلب الموسوعة، التي كانت ملك جده،الذي عمل في المجلس الوطني للآداب في الكويت، مصححًا ومدققًا.

شغفتبتاج العروس، منذ قراءتي لكتاب صغير، صدر عن إحدى السلاسل الكويتيَّة، حوى وقائعندوة بمناسبة استكمال تحقيق موسوعة تاج العروس.

تمنيتعلى أبي لاوي، مستشارنا في كتب التراث، أن يقارن بين الطبعة اللبنانيَّة الخاصة بيفي عشر مجلدات، وطبعة عبد القادر النادرة، وإذا كانت طبعتي مكتملة أم لا.

عندماأنجز المرتضى الزبيدي، تاج العروس، أولم، وفي المكان، الذي يعبق بالثقافة، مواجهًا،كل الأنواء التي تضرب بريَّة القدس، أولم عبد القادر دنيسًا وسلَمُون. كانت معناأرواح أولئك الذين مرُّوا على هذه الثقافة وما زالوا يسكنوننا. فخور، ولكن (دائمًايوجد اللاكن) بأسلافي!

#يوميَّات_الدم-والنرجس

#تاج_العروس

#المرتضى_الزبيدي

#عبد_القادر_ذويب

#محمد_أبو_لاوي

#صلاح_التعمري

#موسى_سند

#فادي_سند
مدونة غلا الروح

إضافة رد
يشاهد التدوينه الآن   1 زائـر

مدونة=== (( دع مواضيعك وردودك بالمدونه تعبر عن شخصيتك الجميله )) ===مدونة



تاريخ اليوم PM 16-09-2024

الدعم الفني - 2023    

Powered by Blog glaroh.com . المدونه