دول و ممالك وامبراطوريات اختفت في القرن العشرين
يقول المثل العربي "لكل زمن دولة و رجال"، و القرن العشرين كان زمن التحولات الكبرى في العالم حيث تقررت خلاله مصائر أمم و شعوب فاختفت دول و ممالك و امبراطوريات لم يبق منها سوى راية منسية و اسم يمكننا قرائته على الخرائط وفي الأطالس القديمة، وكذلك على العملات والطوابع التي تعود إلى زمن خلا أو بين صفحات كتب التاريخ.
1. الدولة العثمانية (1299-1922) :
عملة عثمانية
عند بداية القرن العشرين كانت الدولة العثمانية تحكم آسيا الصغرى والبلقان و بلاد الشام و العراق و الحجاز و تبسط سلطانها بشكل صوري على مصر و شمال أفريقيا، هذه الإمبراطورية الشاسعة التي استمرت لست قرون و نيف كانت تسمى برجل أوروبا المريض، فقد راحت تتفكك رويداً رويداً بفعل الثورات الداخلية ونمو النزعات الوطنية لدى الشعوب والأقوام التي كانت تشكل المزيج العثماني، حتى سقطت دولة بني عثمان تماماً بعيد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى على يد الحلفاء الذين وصلت قواتهم إلى معقل العثمانيين وعاصمتهم اسطنبول، و في عام 1922 أطلق الضابط الشاب مصطفى كمال أتاتورك رصاصة الرحمة على الإمبراطورية المتهالكة وذلك حين ألغى منصب السلطان و أعلن تحويل تركيا إلى جمهورية علمانية.
2. الامبراطورية النمساوية المجرية (1867-1918) :
علم الامبراطورية النمساوية المجرية
نشأت الامبراطورية النمساوية المجرية في القرن التاسع عشر حيث ضمت تحت حكم آل هابسبورغ دولاً و مناطق و أجناساً عديدة شملت النمسا و المجر و تشيكوسلوفاكيا و أجزاءً من بولندا و أوكرانيا و رومانيا و يوغوسلافيا، هذه الإمبراطورية التي كانت تركيبتها الدقيقة والمقعدة بمثابة برميل بارود قابل للانفجار في أي وقت وذلك بسبب ما احتوته من شعوب متنافرة ونزعات متباينة، فكان من الطبيعي أن تنطلق منها الشرارة التي قادت العالم إلى الحرب العالمية الأولى وذلك حين اقدم شاب صربي على قتل ولي عهد الإمبراطورية و زوجته في سراييفو، هذه الحرب التي كانت من نتائجها انهيار الإمبراطورية النمساوية المجرية و تفككها عام 1918 إلى دول عديدة شكلت وسط أوروبا كما نعرفه في يومنا هذا.
3. الإمبراطورية الروسية (1721-1917) :
نيكولا الثاني آخر حكام الامبراطورية الروسية
نشأت الإمبراطورية الروسية تحت حكم آل رومانوف في القرن الثامن عشر و في مطلع القرن العشرين كانت تضم تحت سلطانها أجزاء شاسعة من أوروبا و آسيا، لكن اندلاع الحرب العالمية الأولى و قيام الثورة البلشفية في روسيا بقيادة لينين عام 1917 أدى لسقوط الإمبراطورية واندلاع حرب أهلية طاحنة بين الثوار وأنصار القيصر أفضت في النهاية إلى قيام اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية على أنقاض إمبراطورية آل رومانوف.
4. مملكة الحجاز (1916 - 1926) :
عملة حجازية تحمل شعار مملكة الحجاز
أنشأ الهاشميون مملكة الحجاز بعد قيام الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين، و ضمت المملكة مدن مكة و المدينة و ينبع و جدة وتبوك و كان لها علم و عملة خاصة و جيش و سفراء في الدول الكبرى، لكن المملكة تعرضت للغزو من قبل سلطان نجد عبد العزيز آل سعود الذي قام بضم الحجاز إلى حكمه وأعلن قيام مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها التي تحولت اعتباراً من عام 1932 إلى المملكة العربية السعودية.
5. المملكة المصرية (1922-1953) :
فاروق الأول ملك مصر و السودان و آخر حكام أسرة محمد علي
في عام 1922 تحولت مصر من سطنة إلى مملكة و أطلق على السلطان فؤاد لقب الملك فؤاد الأول، ضمت المملكة المصرية مصر و السودان و فيما بعد ضمت إليها غزة بعيد حرب 1948، أدت ثورة الضباط الأحرار عام 1952 لإنهاء المملكة المصرية حيث أعلن في العام التالي 1953 إلغاء الملكية و إعلان الجمهورية في حين منح السودان استقلاله بناء على استفتاء لتقرير المصير.
6. الجمهورية العربية المتحدة (1958-1961) :
الرئيس عبد الناصر و من خلفه شعار و راية الجمهورية العربية المتحدة
تشكلت الجمهورية العربية المتحدة من اتحاد سورية (الاقليم الشمالي) و مصر (الاقليم الجنوبي) تحت حكم الرئيس جمال عبد الناصر و قد شكلت هذه الوحدة حدثاً استثنائياً هز المنطقة العربية و داعب أحلام الشعوب العربية بقيام وحدة عربية شاملة، لكن الأخطاء التي ارتكبتها حكومة الوحدة ومؤامرات الرجعية العربية ضدها أدت لقيام انقلاب مضاد أنهى الوحدة في عام 1961، لكن مصر احتفظت باسم الجمهورية العربية المتحدة اسماً رسمياً لها حتى وفاة الرئيس عبد الناصر عام 1970.
7. جمهورية المانيا الديمقراطية (1949-1990) :
علم المانيا الديمقراطية على طابع بريدي
قامت جمهورية المانيا الديمقراطية و التي تعرف أيضاً باسم المانيا الشرقية في الجزء الشرقي من المانيا و الذي كانت تحتله القوات السوفييتية بعيد الحرب العالمية الثانية، المانيا الديمقراطية أصبحت دولة شيوعية موالية للاتحاد السوفييتي و الكتلة الشرقية وعضواً في حلف وارسو كما أقيم فيها جدار برلين الشهير عام 1961 و الذي فصل بين الجزئين الشرقي و الغربي من المدينة و الذي كان سقوطه عام 1989 نتيجة احتجاجات شعبية ايذانا بسقوط جمهورية المانيا الشرقية وإعادة توحيد المانيا عام 1990.
8. تشيكوسلوفاكيا (1918-1992) :
علم تشيكوسلوفاكيا على ملصق دعائي من الحقبة الشيوعية
قامت جمهورية تشيكوسلوفاكيا بعيد سقوط الامبراطورية النمساوية المجرية و في عام 1938 سقطت تحت الاحتلال النازي بموجب اتفاق ميونخ بين هتلر والقوى الأوروبية الكبرى، و بعد الحرب العالمية الثانية تحولت تشيكوسلوفاكيا كمعظم دول أوروبا الشرقية والوسطى إلى دولة شيوعية يحكمها حزب شيوعي موالي للسوفييت، و في عام 1968 كادت احتجاجات سلمية مدعومة من الغرب أن تطيح بالحكم الشيوعي لكن تدخل القوات السوفييتية أنهى الاحتجاجات التي عرفت باسم ربيع براغ، و في عام 1992 سقط الحكم الشيوعي و تفككت تشيكوسلوفاكيا بشكل سلمي إلى دولتين هما سلوفاكيا وجمهورية التشيك.
9. جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (1967-1990) :
علم اليمن الجنوبي
قامت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية نتيجة نضال الشعب العربي في جنوب اليمن للاستقلال عن الحكم البريطاني، و قد قام فيها نظام اشتراكي موال لمصر الناصرية و للاتحاد السوفييتي، و في عام 1990 أدى اتفاق الوحدة بين اليمنين إلى انتهاء تجربة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية و اندماجها مع اليمن الشمالي في إطار الجمهورية اليمنية.
10. الاتحاد السوفييتي (1922-1991) :
ملصق دعائي تظهر فيه راية الاتحاد السوفييتي التي تحمل شعار المنجل و المطرقة الشهير
أعلن قيام اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية بعيد انتصار الثورة الشيوعية بقيادة لينين على القوات القيصرية في الحرب الأهلية و تشكلت من 15 جمهورية اشتراكية أبرزها روسيا، و خلال الحرب الباردة مثل الاتحاد السوفييتي القوة الثانية في العالم فقاد حلف وارسو في مواجهة حلف الناتو و دعم حركات التحرر في العالم و شجع التنمية في دول العالم الثالث، لكن الفساد الإداري وسياسيات غورباتشوف الإصلاحية الفاشلة و الاحتجاجات الشعبية التي قامت في دول الكتلة الشرقية أواخر الثمانينات و مطلع التسعينات أدت لانهيار الاتحاد السوفييتي و تفككه في واحدة من أكثر الأحداث دراماتيكية في القرن العشرين