03:34, PM 29-11-2023
|
#1
|
فلسطيني حـر
|
السنوار يروي سيرة الضَّيْف!
مدونة غلا الروح
يكتبيحيى السنوار، في روايته: الشوك والقرنفل (أنجزها في زنازين سجن بئر السبع/ ديسمبر2004م) سيرة جيلي؛ الجيل الذي أدرك الدنيا في ظل احتلال ما تبقى من فلسطينالانتدابية، ومعها (على البيعة) أراض عربية.
يبدأالسنوار، روايته بزخم تدفقي، على لسان راويه، ويقدَّم صورة عن حياة عائلة فيالمخيم، صدمت بغياب الأب والعم، نتيجة الاحتلال. حياة تشبه حياة جيلي في منازلالمخيم، وشوارعه وأزقته، والأفكار التي تعصف به، وتزلزل عقولنا وقلوبنا.
استوحىالسنوار، شخصيته الرئيسة في الرواية، إبراهيم، ابن عم الراوي، على الأغلب من محمد الضَّيْف،ويمكن تعرف على الكثير من رموز المقاومة في فلسطين، الذين يذكرون في الروايةبأسمائهم الأولى، وفي أحيانٍ كثيرة بأسمائهم الكاملة.
تتبعالراوي، لسيرة إبراهيم، جعله يركز، على بدء مقاومة حركة حماس، وتطورها، وسيظل حضورمحمود، شقيق الراوي الفتحاوي، باهتًا.
يظهرإبراهيم، بسجايا أخلاقية، وتطهرية، ونضالية، ووعي سياسي، ومعرفة بطبيعة كيانالاحتلال، ولكنَّه يفقد ذلك كله، في الصفحات الأخيرة للرواية، عندما يقرِّرالسنوار انهاء روايته، وبدون مقدمات، باستشهاد إبراهيم، الذي يفضِّل أن يكوناتصاله الهاتفي الأخير في هذه الدنيا، مع الراوي، وليس الزوجة التي تعلم بشعورزوجها بقرب أجله، بما يشبه الرؤيا.
فياتصال إبراهيم الأخير، قبل تفجير مركبته، يبدو لنا رجلا آخرًا، توكليًا، وليساندفاعيًا واثقًا، كما كان عليه، من فهم المعادلات الوطنيَّة، إلى مناضل يقاتلاليهود، لأنَّهم يهود، مستعينًا بحديث نقله أبو هريرة، عن الحجر والشجر، الذي يدلالمسلم ليقتل اليهودي.
هذهالنهاية تبدو غريبة، ولو سئل السنوار الآن، عن هذا الحديث المعادي لليهود، لأكَّدأنَّ حماس لا تعادي اليهود، وإنما الاحتلال، كما نجد في خطابات قادة حماس خلال حربالإبادة (الاسرليزم).
هلنحن إزاء أكثر من خطاب لحماس؟ إزدواجية الخطابات، واحدة من سمة الفصائل الوطنيةالفلسطينية.
جهدالسنوار لرواية حكاية جيل مقاوم، وفي حين استشهد إبراهيم، في الرواية، ما زال محمدالضَّيْف، على قيد المقاومة.مدونة غلا الروح |
|
✿ |
|