08:18, PM 17-03-2024
|
#1
|
فلسطيني حـر
|
وليد لا يعترف!
مدونة غلا الروح
فيحولية الليطاني!
صادفتوليد، على الفيس، أوَّل أمس الجمعة، بعد سنوات من البحث عنه، فقنصته. قبل أعوامهاتفته من تل تعنك، الأثري المهم، في قريته. كنت رفقة طلاب الآثار في جامع القدس،وأساتذتهم. ردَّ علي كان خارج حدود القرية الحدودية. خلت أنني وأنا على قمة التل،أراه في مرج ابن عامر، الذي يطل عليه التل. كيف أصبح شكله الآن؟ وأصلًا هل يذكرني؟
عرفتوليد في مناسبة مزعجة. في مثل هذه الأيَّام عام 1978م، غزت دولة الاحتلال جنوبلبنان، ووصلت حدود نهر الليطاني، وربَّما بعده، في عملية عُرفت باسم النهر. بؤرالاشتباك آنذاك انتفضت ومنها مخيمنا. كان أولاد المخيم يتحكَّمون في مركبات جيشالاحتلال ومستوطنيه على شارع القدس-الخليل. مفتاح القدس بجيبنا، بفضل حجارتنا.
اعتقلنامجموعة من الأطفال وتعرضنا لضرب وحشي، ترك ندوبًا نفسيَّة لدي لفترة ليست قصيرة.
كنَّامشبَّعين وطنيًا وأدلجة، لنا مواقف من فيتنام إلى البوليساريو. من بين المعتقلين:شوقي العيسة، وبرهان شعبان عطا الله، وخالد الحايك، وآخرين تركت عائلاتهم الأراضيالمحتلة وهاجرت، بسبب صدمة وحشية ذلك الاعتقال. رُميت وبرهان في المياه العادمة.في فترة السجن تلك كنا نحاول متابعة ثورة الكاسيت الخيمنية.
أمضينافترة السجن في البصَّة (واحدة من بنايات تارجيت الاستعمارية الصفراء) التي توارثهامَن حكمنا، بعد الإنجليز: المصريوُّن، والأردنيُّون، والإسرائيليُّون والآن:الفلسطينيُّون.
مَننقل منا إلى سجون الاحتلال، لم تقبلهم إدارت السجون، بسبب صغر سنهم، فعادوا الينا،إلى جهنمنا الصغيرة، طبعًا سيتغيَّر الأمر لاحقًا لدى مصلحة سجون الاحتلال.
جلبالجنود، معتقلين ناشطين من طلبة جامعة بيت لحم، الحركة الطلابية كانت دافعةللتحركات الجماهيرية. منهم من نعرفهم مسبقًا. اختلنا عليهم، لأنَّنا كأولاد رفضناالاعتراف بما وجه لنا من تهم، بينما هم اعترفوا. قُدمنا لمحكمة عسكريَّة عُقدت لأوَّلمرة وآخرها في البصَّة.
قديتفاجأ الأصدقاء، أن نبيل كوكالي (الدكتور نبيل الصديق الصدوق الآن) كان زعيم طلبةالجبهة الشعبيَّة المعتقلين. عانينا جميعا من البرد، والضرب، والجوع.
منبين المعتقلين وليد. أظنه كان من نشطاء الجبهة الديمقراطيَّة، لكن أبا غسَّان، أسرلي قبل سنوات، عندما كنت أبحث عن وليد أنَّه من الشعبيَّة.أبو غسَّان أصبح رئيسمجلس اتحاد الطلبة في الجامعة، ممثلًا عن الجبهة الشعبيَّة.
صبَّحتعلى وليد، وعرَّفته بنفسي، وأظنه لم يتذكرني، لكنَّه تذكر تلك السجنة.
قال:"أتذكر عندما صفُّونا طابور وصار الجنود يفرزوا فينا وأنا أكلتها".
أناأيضًا أتذكَّر، فسألته عن واقعة المجرم أبو الفهد، اليهوديِّ العراقيِّ الكرديالضخم، عندما مرَّ من أمام غرفتنا، يهصر مجندة ضئيلة بالنسبة لحجمه، كي يزيدنا قهرًا،فهمس وليد: فَوِّتها شوية. سيظل سماع أبو الفهد للكلمة المهموسة سرًا، إلَّا إذاكان ركَّب استشعارين على أذنيه الكبيرتين.
أخرجونامن الغرفة وضربونا، وتركَّز الضرب على وليد، الذي لم يعترف ولم نعترف على أنَّهالهامس.
كماأنكر وليد أنَّه الهامس أمام أبو الفهد وجنوده، ينكر الآن وهو على مشارف السبعينحولًا، أنَّه المتسبب بقمعنا.
قال:"بجوز القائل قرمان هل تذكره؟"
يقصدعبد الكريم قرمان، الصامد الآن في مخيم النصيرات، تحت القصف والمأبدة التي ذهبضحيتها الكثيرين من عائلته. لا أذكر أنَّ قرمان، كان معتقلًا معنا. شكرا وليدلانعاش الذاكرة.
قلتله: أظن أنَّ الهامس هو أنت! قرمان الغزاوي، أظنه لا يستخدم فعل الأمر فوِّتها!وهو مؤدب، مسالم، حتَّى أنَّه انتمى لتنظيم شيوعي يحمل اسم سيدة (زمرة إميلي)!
رد:والله ما انا صاحي!
-ههههههه
*واللهما أنا صاحيها هذه الكلمة: فوِّتها!
ستنقلالصخور، والوديان، والأشجار، والطيور، والزواحف، والضباع لسلالتها، أنَّه وِجد مندافع عن شرف الصامتين.
الصورة:أبو الفهد الهصور. احتلال 1967م كان فرصة لليهود العرب في دولة الاحتلال، التيجندتهم للتعامل مع المحتلين، فقمعوا وفسدوا. (للمزيد عن ذلك يمكن مراجعة كتابيهودا شنهاف).
#عبد_الكريم_قرمان
#شوقي_العيسة
#يهودا_شنهاف
#أسامة_العيسةمدونة غلا الروح |
|
✿ |
|