07:52, PM 28-02-2024
|
#1
|
فلسطيني حـر
|
القدس بعيني طفل/ علاء الدين شهاب
مدونة غلا الروح
علىالرغم من أنني لا أميل كثيراً إلى التوثيق الجمعي في الكتابة الروائية، إلّا أنّيلا أملك إلّا أن أشيد ببراعة العيسة في هذا النوع من الكتابات، فروايته الأخيرةالصادرة عن دار المتوسط، كانت توثيقاً مكانياً وزمانياً للقدس العاصمة والعاصفةبالأحداث والتغييرات على مدى أجيال كثيرة متعاقبة، وقد برع العيسة في الجمع بينعنصر التوثيق وجمال السرد في الوقت ذاته، وإن كان الجانب التوثيقي برأيي طاغياًعلى الجانب الآخر، حتى كأنك أمام أكوام هائلة من الوثائق الدقيقة المتعلقةبالمدينة الخالدة، وأرشيفات مهمة لجميع مايتعلق بها من مساجد وكنائس ومتاحف وقصوروحارات ومقاهي وغيرها.. ثُمّ إنّ تكنيك المركبة التي يتنقّل بها الطفل كافل برفقةأبيه ماهي إلّا عدسة لاقطة وكاميرا متنقلة تجوس المكان الفسيح والزمان العميقالغائر، كما أنّ أسلوب أسئلة الأطفال الملحّة التي تثير الأعجاب مرة وتبعث بالمللمرات أخرى، وأجوبة الآباء المفصّلة تارة لإشباع نهم أطفالهم والمبتورة تارة أخرىبحسب مايقتضيه حال الطفل ووعيه وإدراكه يقلل بشكل كبير ومريح من عبء المعلومة ومللالأخبار وثقل الوثائق المجردة، ويعطي للحكاية صفة التشويق والمقبولية، وهذا برأيييُحسَب للكاتب وتضاف لموهبته، فكأنّ القرّاء كلهم قد صاروا الطفل كافل الذي يبحثعن أجوبة مُقْنِعة لما يدور من ظلم وعدوان وتزييف للحقائق، وكأنّ الأب يجيب هنانيابة عن المكان والزمان الغائرين في التاريخ والضاربين في العمق والقدم.
لاشكّ أنّ المرحلة التي نمرّ بها اليوم من تحريف للحقائق وتزييف إعلامي مهول لكلّماهو تاريخي وإنساني تتطلب التوثيق وتستدعيه، لذا فالعمل مهم جداً إذا نظرنا إلىالمسألة من هذه الزاوية تحديداً، وإن كان قد طغى - ربما - على التقنيات السردية التيعهدناها في الأعمال الكبيرة.
مازلت في النصف الثاني من الحكاية، لذا فإنّ الحكم النهائي يبقى عالقاً، لكن ماهوواضح وجليّ هو انعكاس صفة السرد الأخباري الصحفي على فصول العمل والابتعاد عنالجانب التخييلي المحلِّق، ممّا جعله يرفرف في فضاء سردي محدود ويراوح في منزلةبين منزلتين..
ومازلت أتساءل هل سينجح في النصف الثاني من الرواية بنقلنا من سماء السرد الأولى إلىسمائه السابعة؟
#علاء_الدين_شهاب
#سماء_القدس_السابعة
#بغداد
#منشورات_المتوسط
#أسامة_العيسةمدونة غلا الروح |
|
✿ |
|