06:23, PM 07-01-2024
|
#1
|
فلسطيني حـر
|
الإعلام الشخَّاخ!
مدونة غلا الروح
التقيتطارق عبد الجابر، مراسل التلفزيون المصريِّ في فلسطين، خلال الانتفاضة الثانية، فيتقاطعات عابرة، منها، في حضرة جثمان الشهيد أبو خليل، ابن صفي، بعد اغتياله فيقرية ارطاس، وجلبه إلى مستشفى بيت جالا الحكومي ((5/5/2001م).
لميكن عبد الجابر كثير الكلام. حديث سريع عن مستوطنة جيلو، التي تظهر من المستشفى،وكانت آنذاك عنوانًا لاطلاق النَّار عليها من المقاومين. وقفت السيناتور هيلاريكيلنتون في المستوطنة وحرَّضت حكومة الاحتلال على الرد، وكأنَّ الاحتلال لا يقصفولا يقتل ولا يُهجِّر. قالت: إنها تستغرب كيف تقصف عاصمة دولة، والدولة صابرة لاترد. تتجاهل أنَّ جيلو مستوطنة، أُقيمت على أراضي بيت جالا، وضُمت لحدود بلديةالقدس الاحتلالية.
النَّاسفي فلسطين يحبون المصريِّين. رافقتُ، على مدار عملي الصحفي، مراسلين مصريِّين، أُستضيفوافي بيوت الفلسطينيِّين، بحبٍ شديد، من بينهم، على الأرجح، عبد الجابر في القدس. لميكن من الصعب ادراك أن مِن هؤلاء من وصل فلسطين، في مهمة تطول أو تقصر، ليس بسببكفاءة ما، وإنما لمحسوبيات تتعلَّق بسير العمل في الإعلام الحكومي في القاهرة. هذاموضوع آخر.
أعتقدتأنَّ عبد الجابر، قد لا يكون استثناءً، سمعت مرَّة حديثًا للكاتب أسامة أنور عكاشة،لم يكن بالنسبة له عبد الجابر، المناسب للمهمة.
استمعتأمس، للقاء، على اليوتيوب، مع عبد الجابر، بدا فكهًا، ومنطلقًا، وجريئًا، تدب فيهالروح المصرية. تحدَّث عن لقاءته مع زعماء حركة حماس، بحماسةٍ، وايجابية. منالواضج أنَّ صمود المقاومة حسَّن من صورة الفلسطينيِّ، إذا قورنت تلك الصورة، مثلًا،بالهجوم الممنهج على الفلسطينيِّين، خلال التمهيد للثورة المضادة، حتَّى أنَّ كاتبًامثل وحيد حامد، تجنَّد لدى قوى الثورة المضادة، خرج على التلفزيون محذرًا:الفلسطينيون سيحتلون سيناء. "كوفيء" حامد، لاحقًا من الرئيس عباس بمنحه النجمةالكبرى من وسام الثقافة والعلوم والفنون (5/1/2019م).
يرويعبد الجابر، اقتراحه لصفوت الشريف، وزير إعلام مبارك، رغبته باستضافة الشيخ أحمدياسين، بعد أن عرض عليه إسماعيل هنية ذلك. يبدو أنَّ الأمر لم يكن سهلًا، وأخذمشاورات على مستوى عال من الشريف ورئيس المخابرات عمر سليمان، فصَّلها عبد الجابرفي المقابلة. حذَّر الشريف، عبد الجابر، من أن لا يسيء ياسين، في المقابلة لمبارك،وهدده، بتعبير عبد الجابر: برقبتك.
المفاجأةلعبد الجابر، أنَّه لسببٍ لا يعرفه، قرَّر التلفزيون المصريِّ أن يكون اللقاءمباشرًا. في نهاية اللقاء، طرح عبد الجابر سؤاله للشيخ عن مصر، فبدأ يشيد بالرئيسمبارك. ولكن عبد الجابر الذي خشي من حصول خطأ ما، اضطرب، سمع دقات قلبه وشخّ علىنفسه كما يقول، ورأى الحضور "حنفية مية" تبلل ملابسه، وهو ما شاهدهزملاؤه في استوديو القاهرة. كان مرعوبًا من أن يخطيء الشيخ ياسين، وهو الأمرالمستبعد من الشيخ المناور، فأسرع الصحفي المرعوب الخائف على رقبته، بانهاءاللقاء.
فيهذا الرعب عمل عبد الجابر وزملاؤه، في الإعلام الشخَّاخ. لكن الآن ليس فقط الإعلامالعربي كان شخَّاخا وما زال، ولكن العدوى انتقلت إلى العالم. لم يعد فقط إعلاماً منحازًا،ولكنَّه شخَّاخًا.
منالمفارقات أنَّ إعلام المقاومة، هو الأكثر مصداقية الآن. المقاومة حرَّرت عبدالجابر، بدا حرًا، ارتفع كثيرًا!
#طارق_عبد_الجابرمدونة غلا الروح |
|
✿ |
|