08:46, PM 20-12-2023
|
#1
|
فلسطيني حـر
|
لا كريسماس لغزة!
مدونة غلا الروح
آخراتصال مع خالد، كان قبل نحو عشرة أيَّام. نزح مرَّةً أخرى من رفح إلى مشفى الأملفي خانيونس. قلت له: رفح ستكون أأمن. قال إنَّ العودة الآن لمنزله صعبة، والقصف فيكل مكان، بما فيها رفح.
أجرِّبمهاتفته يوميًا، ولكن الاتصال لا ينجح. لا أعرف أين حطت به السبل. تحدثنا، فيالاتصال الأخير، عن الأكل ويوميات النزوح، سألته عن الأكل الجماعي، قال إن هذا كانمتوفرًا في رفح، ولكن ليس في خانيونس.
قاللي إن النَّاس عندهم يعتقدون أنَّ المعركة ستنتهي قبل الكريسماس. لماذا؟ لا يعرفالمتوقعون، ولكن ربَّما لديهم إحساس، أنَّ الرجل الأبيض يريد الاحتفال، بمولدمواطننا ورسولنا إلى العالم، دون أن تُخدش مشاعرهم "الهشَّاشة"، أيَّةصور مزعجة قد تتسرب إلى الشاشات.
الكريسماساحتفال غربيِّ أكثر منه شرقيًا. الرجل الأبيض لا يعترف بمسيحيينا، ولا يأبه له، فَهُميُقتلون في غزة. نحن لا نحتفي بموت أدونيس، بانقلابه الشتوي (الكريسماس) الفلاحونالعائدون من تعزيب الحقول يلتزمون منازلهم في بيات شتوي، ولكنهم يحتفلون بانبعاثه؛عيد القيامة/الفصح هو عيد الشرق. تنطلق في الشوارع الفلسطينية، الاحتفالات بقيامةالسيِّد، باسم الهجمة، بمزيجٍ من أشكالٍ تعود لآلاف الأعوام، وشعارات تحاكي وضعشعبنا تحت الاحتلال.
فيواحدةٍ من انعطافات الأراضي المقدَّسة، أسرع الجنرال اللنبي إلى القدس، ليقدمها للعالمالغربي هدية الكريسماس. أبدى اللنبي لفتته للمدينة المقدَّسة، فدخلها، تكريما لها مشيًا(يا له من تكريم)، وعندما وقف على باب قلعة باب الخليل، خطب: "الآن انتهتالحروب الصليبية".
ردعليه أحمد شوقي، عندما كانت حتَّى الارستقراطية العربية ترد:
يا فاتحَ القدس خلِّ السيفَ ناحيةً .... ليسالصليبُ حديدًا كان بل خشبا
إذانظرتَ إلي أين انتهت يدُه .......... وكيف جاوزَ في أمجادِه القطبا
عَلِمْتَأنّ وراءَ الضعفِ مَقْدِرَةً ........ وأنّ للحقِ لا للقوةِ الغلبا
لكنموقف اللنبي أو زلة لسانه لم يمنع مثقفين من الترحيب بالاحتلال، بعد ظُلمةالعثمانيين التي استمرت أربعة قرون بالتمام والكمال، فأنشد اسكندر الخوريالبيتجالي:
بنيالتايمز قد فزتم وبالانقاظ قد جئتم
بلادالقدس شرفتم فأهلا أينما بتم
سيغيِّرالخوري، الذي عانى شخصيا من العثمانيين، رأيه لاحقًا، وسيعيش ليشهد احتلالات أخرى،ويرى ما تبقى من فلسطين يسقط في حزيران 1967م.
لاكريسماس لغزة. إنَّها تردِّد ما جاء في قصيدة أمل دنقل:
"إثنانلم يحتفلا بعيد ميلاد المسيح
أناوالمسيح"مدونة غلا الروح |
|
✿ |
|