04:29, AM 23-11-2023
|
#1
|
مدون مجتهد
المشاركات: n/a
|
شأنُ الحيارى حيثُما كانوا
مدونة غلا الروح
وَمَضَ الفضاءُ، فليتَ حُزْنَكِ ينجلي
كدُجىً يُبَدَّدُ بالضِّياءِ المُقْبِلِ
قمرًا أطلَّ على الزَّمانِ ، كأنَّهُ
أملُ الحزينِ، وبسمةُ المُتَأَمِّلِ
لكِ منهُ ما استوحاهُ منكِ ، وإنَّما
ليسَ المُكَمَّلُ كالمُحَيَّا الأكمَلِ
ولهُ التَّشبُّهُ بالتي في خَلْقِها
فَلَكُ المَحاسِنِ بائْتِلافٍ مُذْهِلِ
وليَ الحنينُ ، فكُلَّما أَزِفَ الدُّجى
صدحَ الضَّميرُ بلهفةِ المُتَعَجِّلِ
يا من تذوبُ على فمي لغةٌ إذا
ناديتُها ، وكذا يهيمُ تأمُّلِي
حُيِّيْتِ أُمْنِيَةً كهمسةِ عاشقٍ
لحبيبةٍ ، وكدمعةِ المُتَرَحِّلِ
رَحِبَ المَقامُ، فإنَّ صدريَ منزلٌ
لكِ ، فاسكنيهِ، وإنَّ صدرَكِ منزِلي
إيَّاكِ أهوى ، والغرامُ سَجِيَّةٌ
سكنَتْ إلى نفسيْ ولم تَتَبَدَّلِ
لكِ -كالعقيدةِ- فيَّ حُبٌّ راسِخٌ
شَرَفٌ لديهِ تعزُّزِي وتَذَلُّلي
بَعُدَ المزارُ، ولم يَزَلْ مُتماسِكًا
بعضي، وبعضي خَرَّ .. لم يَتَجَمَّلِ
ولَإِنْ تقبَّلَتِ الحَقيقَةُ وَجْدَ من
عشقوا ، فلستُ بذلِكَ المُتَقَبِّلِ
أوكلَّما قلتُ : المسافةُ أوشكَتْ...
جَفَلَ السَّرابُ بموعِدٍ مُتَأَجِّلِ؟؟
هذا انتظاريْ شفَّهُ الوقتُ الذي
منَّى ، ولكنَّ المُنى لم تُقْبِلِ
وأنا الأسيرُ لديهِ ، مثلُكِ حالِمٌ
والصَّبْرُ ينبتُ فيَّ مثلُ الحنظَلِ
هيَ قِصَّةٌ حملَتْ على أكتافِها
بُعْدَ الحَبيبَةِ عَنِ حبيبٍ مُثْقَلِ
شأنُ الحيارى حيثُما كانوا، وكمْ
من عاشِقَينِ تَعانَقا في مَقْتَلِ
وكأنَّما كُلُّ الفُصولِ تَضَمَّنَتْ
شوقَ الخَلاءِ إلى السَّحابِ الأجْزَلِمدونة غلا الروح |
|
✿ |
|