يمكن لعصابة أن تخطف شخص، أو مجموعة، أو حتى تفرض إرادتها على قرية أو مدينة، لكن أن تخطف عصابة دولة فربما الأمر يبدو صعبًا للغاية، لكن ليس بتلك الصعوبة على عصابة «ثاجي» الهندية، والتي فرضت سيطرتها وسببت الرعب في الهند لقرابة خمسة قرون، أراقت فيهم دماء ضحايا لا يمكن إحصاء عددهم.
في الفترة من القرن الرابع عشر وحتى القرن التاسع عشر، كانت عصابة «ثاجي» في الهند، والتي تعتبر إحدى أشهر العصابات في تاريخ البشرية وأكثرهم دموية وشراسة، تعيث في الأرض فسادًا، حسب موقع firsttoknow، كانت أول منظمة إجرامية منظمة في التاريخ، ترى نفسها فوق المحاسبة، أما هدفها الذي آمنت به هو إحداث توازن في العالم.
وربطت العصابة نفسها بأحد أشهر آلهة الهندوس، الإله كالي، فيما كان تابعيهم من خلفيات هندوسية وإسلامية.
وباسم خدمة الإله كالي، المعروف بارتباطه بالموت والوقت والقوة والتدمير، اعتادت العصابة على خطف المسافرين وسرقة أمتعتهم وممتلاكاتهم الثمينة، قبل قتلهم خنقًا، لكنهم كانوا يعفون النساء والأطفال من القتل، لكن الأطفال لا ينجون من مصيرهم رغم ذلك، بل فقط يتغير وجهته من الموت إلى خدمة العصابة، فيتم أخذهم كعبيد للمشاركة في العمليات الإجرامية للعصابة.
كان لعصابة «لصوص الهند»، كما أطلق عليها أيضًا، لغتهم الخاصة، كما كان لهم إشارات سرية وعلامات تستخدم للتعارف على بعضهم والتواصل معًا، وكان من عاداتهم أن لكل عضو في العصابة، كبير أو صغير، دور محدد عليه أن يقوم به، وعليه الالتزام بالقواعد بشكل صارم.
قرون مرت والعصابة تعذب الهند وأهلها، حتى أتى الاحتلال البريطاني في القرن التاسع عشر، لتعلم قوات الاحتلال بسمعة العصابة في العنف والإجرام، لتنشأ فرقة خاصة للتحقيق والقبض على أعضاء العصابة، التي انتشرت في كل أرجاء بلاد الثعابين.
وبالفعل استطاعت الفرقة البريطانية أن تقبض على آلاف الأعضاء في كل أنحاء الهند، وحسب بعض الإحصائات، كان مجموع من تم القبض عليه حوالي 4000 فرد، تم سجن 2000 منهم بحلول منتصف القرن التاسع عشر، فيما تم إعدام أكثر من 1000 منهم.
ورغم وضع الاحتلال البريطاني للهند حدًا لتلك العصابة، إلا أن ثقافتها استمرت في جذب انتباه الكتاب في الغرب، فكتب عنها عددًا منهم، كمارك توين وفيليب ميدوز تيلور