بمجرد سماع ذلك الإسم ربما قد يبعث في نفوس البعض تصورات للجحيم والرعب والدمار ، ففي العقائد الدينية ، أرمجيدون هي المعركة الأخيرة الفاصلة بين الخير والشر ، وستقوم في منطقة "مجدو" في فلسطين ، متكونة من أكثر من مائتي مليون جندي يخرجون للوادي لخوض الحرب النهائية .
في المعتقد اليهودي :
يستند اليهود إلي النص الوارد في سفر الرؤيا 16 :
"ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير - الفرات ـ فنشف ماؤه لكي يُعدَّ طريق الملوك الذين من مشرق الشمس ، ورأيت من فم التنين ومن فم الوحش ومن فم النبي الكذاب ثلاثة أرواح نجسة شبه ضفادع فإنهم أرواح شياطين صانعة آيات تخرج على ملوك العالم وكل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم الله القادر على كل شيء ، ها أنا آت كمخلص ، طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عرياناً ، فجمعهم إلى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون" ..
كما قال النبي "يوئيل" عن هذا اليوم : "إنفخوا في البوق في صهيون ، إهتفوا في جبلي المقدس ، إرتعدوا يا جميع سكان العالم ، يوم الرب مقبل ، وهو قريب ، يوم ظلمة وغروب ، يوم غيم وضباب" ..
تقول الكاتبة الأمريكية "جريس هالسل" في كتابها النبوءة والسياسة : "إن النبوءات التوراتية تحولت في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مصدر يستمد منه عشرات الملايين من الناس نسق معتقداتهم ومن بينهم أناس يرشحون أنفسهم لإنتخابات الرئاسة الأمريكية وكلهم يعتقدون قرب نهاية العالم ووقوع معركة أرمجيدون ، ولهذا فهم يشجعون التسلح النووي ويستعجلون وقوع هذه المعركة بإعتبار أن ذلك سيقرب مجيء المسيح" .
في المعتقد المسيحي :
لا تختلف كثيرا عن المعتقد اليهودي ، إن في تاريخ الكتاب المقدس ، معارك دامية لا تعد ، دارت بهذه المنطقة "وادي مجدو بفلسطين"..
يقول أحد القساوسة وهو "بيلي جراهام" : "أن يوم مجدو على المشارف ، وأن العالم يتحرك بسرعة نحو هذا اليوم ، إن الجيل الحالي سيكون آخر الأجيال في التاريخ علي وجه الأرض ، وأن المعركة ستكون في الشرق الأوسط" ..
وبنفس المعني ، فقد قال رئيس القساوسة "الأنجليكانيين" : "سيدمر الملك المسيح تماماً القوى المحتشدة بالملايين للدكتاتور الفوضوي الشيطاني" .
في المعتقد الإسلامي :
ذكر الرسول "محمد" أن تلك الحرب هي التي ستكون في آخر الزمان ، وسيقاتل المسلمون فيها اليهود ، وستكون عند خروج الدجال ، ونزول المسيح ، وظهور المهدي المنتظر ، ففي كتب الصحيحين يقول الرسول "محمد" عليه الصلاة و السلام : "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر وراءه يهودي :" تعال يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله" ..
يدل هذا على أن هذا القتال لليهود سيكون في آخر الزمان ، وبالنسبة للمعتقد الإسلامي فهو ليس بالضرورة أن تكون حرباً عالمية ، وإذا كانت كذلك ، فلا يلزم أن تكون هي الحرب العالمية الثالثة ، بل يمكن أن تقع حرب عالمية ثالثة قبلها ، وقد لا تقع .