أسامة العيسة 06:12 AM 16-02-2025

ابتسامة موسى!
 



يعبِّر موسى عن نفسه بالابتسامة، التي قد تتسع ولكن لا تصل للقهقة.يعتقد أنها اللغة الأقرب للتواصل. هكذا كان في المدرسة، وفي الحياة.

وصلت منزل موسى في مخيمنا قرب الحاووز، رفقة الزميل خالد أبو عكر وصحفيأجنبي، دون ميعاد. الحديث عن الحدث الساخن، تصاعد العمليات في الانتفاضة الثانية،واعتقال شقيقه إبراهيم وزوجته الأوكرانية، وشقيقه الأصغر خليل.

أُدرك أن الاحتلال غيَّر مصاير معظمنا، ومن بينهم إبراهيم، الذيفوجئنا بانخراطه في المقاومة، والحكم عليه بالسجن 6 مؤبدات و45 سنة.

عندما ودعت موسى، بدت لي ابتسامته رسالة. فوجئت بعد أيَّام قليلةباعتقاله، صدمت حقًا. أين خبأت كل ذلك يا موسى. لم تكن الابتسامة هذه المرَّة الأنسبللتواصل.

خرج موسى اليوم بعد 23 عامًا إلى مخيمه وقدسه، معبرًا، هذه المرة،بابتسامة لا تحتاج إلى فك رموزها.

خليل أُبعد! وإبراهيم بدا متماسكًا؛ قصته قصة وحكايته حكايا! لوينطق الحجر والتراب والهواء منبئًا عن سلالة الريح. فلسطين ليست بلاد الحكايات، هيالملحمة التي لو جُيِّر مداد البحر لما تمكن من خطها!

زاملت والديهم؛ أبو يوسف وأُم يوسف في زيارات الأسرى، قسَّمالأبوان نفسيهما لزيارة الأولاد. استنفرت مقدرات الأبوة. شهدت كيف تكبر الطفلةغزالة، بينما شقيقتها تكبر لدى جدة أخرى في أوكرانيا.

أوقفني في البدء وقال، خُلق الفلسطيني من حرف وطين! مقامك ما بينالتراب والإبداء! أزلية لتشهد الريح والسماء والبرازخ!

#موسى_سراحنة

#إبراهيم_سراحنة

#خليل_سراحنة

#مخيم_الدهيشة

#أسامة_العيسة